ظلم الإعلام بعض المرشحين، وعلى رأسهم المناضل اليسارى أبوالعز الحريرى، ولا أعرف ما المعيار الذى غربل به الإعلام مرشحى الرئاسة وسلط الضوء على هذا وأهمل ذاك؟ فعلى سبيل المثال أفضل برنامج انتخابى تحدث عن العدل الاجتماعى هو برنامج الحريرى، واحد من وسط العمال، حفر فى الصخر واكتسب ثقافته السياسية من خلال النضال فى الشارع، لم يتح له الإعلام فرصة حقيقية مثل باقى النجوم لعرض برنامجه الانتخابى، مَن الذى يقرر أن هذا المرشح بدرجة نجم، وهذا المرشح بدرجة كومبارس؟ حدث ظلم إعلامى رهيب وتفرقة عنصرية مرعبة، ولا أعرف على أى أرضية مهنية حدث هذا التقسيم المتعسف والظلم الممنهج؟

- استخدام الأبناء وتلويثهم والتلسين عليهم نوع من الحرب القذرة والضرب تحت الحزام، الكلام عن بنت حمدين صباحى على النت بهذا الأسلوب لضرب الأب يذكرنا بالكلام عن بنت البرادعى والشائعات التى روجها مهاجموه لتلويث سمعته، عيب أن يحدث هذا فى مجتمع يدعى الفضيلة، لا تتركوا الانتخابات تفقدكم آخر ورقة توت أخلاقية تحتفظون بها.

- إعلان بعض المرشحين التنازل لمرشحين آخرين يدخل أحياناً فى خانة النكتة البايخة! فالمرشح المتنازل متأكد تمام التأكد أنه لن يحصل إلا على صوته وممكن يفقده وما يحصلش عليه!! وهو يتعامل بمنطق يا رايح كتر من الفضايح، والأكثر كوميدية أنه يتنازل بعد غلق باب التنازل!! مَن لديه تفسير منطقى يرسله بريدياً حتى لا نصاب بلوثة!

- عدم تكرار مناظرات مرشحى الرئاسة يضع أيدينا على خلل مرضى فى التواصل والحوار المصرى، مناظرة موسى - أبوالفتوح كانت بيضة الديك! هناك مَن يخاف وهناك مَن يضع شروطاً مسبقة وهناك من يتهرب بغلق المحمول، أسلاك الحوار فى مصر يعلوها الصدأ وغير موصلة للأفكار، النقد شخصى ولا ينصب على الأفكار، الفرد غير مدرب على الاختزال والدخول فى الصميم والجوهر، اللت والعجن صفة مصرية حوارية أصيلة، الحوار مبارزة بالسيف لا بد أن تنتهى بقتل أحد الطرفين معنوياً وليس تفاعلاً راقياً للأفكار لإنتاج فكرة مختلفة يستفيد منها الطرفان والناس أيضاً.

- استخدام المساجد فى الدعاية الانتخابية أكبر جريمة تزييف وعى تحدث فى مصر، هناك مَن يقول لو لم تنتخب فلانا فأنت آثم كافر، وهناك مَن يرعبك بالثعبان الأقرع الذى يظل يعضك أربع سنوات متتالية!! التزوير الحقيقى هو تزوير الإرادة والوعى قبل الذهاب إلى الصندوق، التزوير الأخطر هو إيهام الناخب بأنه ذاهب إلى الجنة وليس اللجنة! الجنة المحجوزة له إذا انتخب فلاناً وجهنم التى تنتظره إذا انتخب علاناً!!